اهدأ.. حدد.. ضع حلولك.. جرب
تعلم فن حل المشكلات والتفاوض
عندما يواجه الإنسان شيئاً يمنعه من الوصول إلى هدفه أو يعترض مسيرته نحو تحقيق أحلامه.. فإنه يشعر بالتوتر والإحباط.
عليك أن تبدأ بتفحص وتحديد مشكلتك الرئيسية وحصر المعلومات المتعلقة بها... قم بعزلها عن المشكلات الأخرى الثانوية... وحاول أن تفهم جيداً كيف نشأت تلك المشكلة؟.. وما هو دورك الحقيقى فيها؟.. ثم ابدأ فى وضع الحلول التى تطرأ على ذهنك.. وأكتب كل ذلك فى مفكرتك.
بعد ذلك استبعد الفروض والحلول الضعيفة، وابدأ بتطبيق أفضل الحلول على أرض الواقع، وإذا لم يصلح الحل الأول.. انتقل إلى الحل الثانى. وعليك أن تعرف أن حل أى مشكلة لابد أن يتضمن مكاسب وخسائر.
كما يجب أن تدرك ضرورة أن تتعرف على القوى والأسباب التى تؤدى إلى هذه المشكلة، وأن توجد أنسب الحلول التى تمكنك من اختراق تلك القوى لتفتيت المشكلة إلى أجزاء يسهل التعامل معها.
والخلوة تمنح صاحب المشكلة ذهناً صافياُ فيرى ويحلل أسبابها بدقة بحيث يستطيع أن يتعامل مع المشكلة بدون اندفاعات حمقاء تعطل التفكير السليم، وهى من العوامل التى تؤدى إلى الوصول لحلول جيدة ومبتكرة.
وهناك بعض الخطوات التى تيسر الوصول إلى حلول إيجابية للمشكلات.. نذكر منها:
احترام الخصم وتجنب استخدام الألفاظ أو التلميحات الجارحة.
الهدوء والثبات والثقة فى النفس؛ وأن يلتقى بصرك بالخصم بدون استفزاز ودون أن تهتز أو تنفعل.
يُفضَّل أن تنتظر حتى تسمع وجهة النظر الأخرى كاملة.
عندما تفاجأ بمعركة أو هجوم لست مستعداً له.. أعلن بحزم أن المناقشة مع الانفعالات لن تصل إلى نتيجة، ويمكنك الانسحاب للتحقق من المعلومات أو الكلام الذى طرح.. أو بحجة دراسة الموضوع.
قد تكون المشكلة مع رئيس أو شخص مهم فى حياتك ولا تريد أن تخسره، وهنا يجب الاعتراف بأن هناك خطأ.. ثم تبدى استعدادك لإصلاحه، ثم تسأل إذا كانت هناك سلبيات أخرى تحتاج للتغيير.
يجب أن تكون قادراً على إظهار الثناء والتقدير إذا استدعى الأمر، دون نفاق أو مبالغة... كذلك لابد أن تتعلم أهمية أن تعبر لحظات الغضب والضيق بسرعة.
تذكر أن النبى ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان يسيطر على غضبه وانفعاله بقدرة رائعة.
يقول الإمام الغزالى: "الخصومة توغر الصدر، وتهيج الغضب، وإذا هاج نسى المتنازع فيه وبقى الحقد بين المتخاصمين" ثم يستشهد بالحديث الشريف "الكلمة الطيبة صدقة"... وقول "عمر" رضى الله عنه: "البر شىء هين.. وجه طلق وكلام لين"، وقول بعض الحكماء : "الكلام اللين يغسل الضغائن المستكنة فى الجوارح".
فن التفاوض
وقد لاحظت أن الكثيرين لا يجيدون التفاوض فى أبسط المشاكل.. ويخسرون نتيجة ذلك الكثير من الجهد والأموال والعلاقات.
لابد من التدرب على مهارات التفاوض اللازمة لحل العديد من المشكلات، وهى تعتمد على:
الدبلوماسية... و تعنى فن الممكن، والحصول على ما يمكن تحقيقه وتجنب السعى خلف المستحيل... فهى الدهاء والصبر وتحقيق المكاسب بدون صراعات مؤلمة أو خسائر موجعة، وعلى سبيل المثال: إذا طلبت من صاحب العمل زيادة راتبك أو حقك فى ترقية.. وفوجئت به يرفض.. فلا يجب أن تنهى اللقاء بالغضب وإبداء خيبة الأمل أو أن تهدد بترك العمل، وإنما يجب الحصول على أقصى ما يمكن بزيادة محدودة أو حتى بوعد بزيادة أو ترقية.. أو الحصول على امتيازات أخرى بديلة وإنهاء اللقاء بإبداء استمرارك فى العمل بنفس الحماس والعطاء وتقديرك لوجهة نظر صاحب العمل.
الحرص فى جميع الحالات على توازنك النفسى.. وكلما شعرت
بالغضب تذكر العهد الذى قطعته على نفسك أثناء جلسات الخلوة وردد بعضاً من الآيات والأذكار الطاردة للغضب التى ذكرناها من قبل.
إذا تمسك الخصم أو الطرف الآخر برأيه وسعى إلى تصعيد الموقف.. وشعرت أنك يمكن أن تخسر أكثر.. فما عليك إلا الموافقة على ما يقول ثم تطلب تعديل الصياغة أو تغيير بعض البنود فكثير من المتشددين يسعدون بمجرد القول: "سأقبل وأوافق على ما تريد.. لكن دعنا نناقش بعض التفاصيل"، ثم من خلال مناقشة التفاصيل يمكنك زحزحة طلباته وشروطه وتحقيق قدر أكبر من المكاسب المجزأة.
لا تأخذ قرارات فورية بل احصل على مهلة للتشاور والتفكير.
لا تعطى لأحد فرصة أن يدغدغ أعصابك تحت أية مغريات أو يحصل منك على وعد أو عهد بشىء يسبب لك المتاعب فيما بعد.
بعض المتشددين يحرصون على الخروج من المفاوضات بمظهر الأقوياء المنتصرين.. فلا مانع من إعطائهم بعض المكاسب المعنوية والشكلية.. أو أن تساعدهم على حفظ ماء الوجه.
قد تحتاج إلى إظهار القوة أمام بعض الخصوم فافعل ذلك بذكاء ودون مبالغة، كى تحصل على حقك دون الدخول فى معارك إضافية.