الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن اتبع هُدَاه، وبعد:
أختاه، أيتها الطاهرة النقية.
أختاه، يا مَن نبتت في مجتمع الإسلام.
أخاطبك، أخاطب ضميرك، عفَّتَك، فطرتَكِ التي وُلِدتِ عليها.
تمعّني في كلماتي بقلبكِ قبل عينيكِ، ولتكن هذه وقفةً مع النفس؛ لعل الله - تعالى - يشرحُ صدرَك، وتكونين زهرة طيبة، أصلها طيبة.
أختاه، مستعدَّة؟!
اعلمي يا أختاه أن الإسلام جاء ليقيم مجتمعًا طاهرًا ونظيفًا.
نعم، جاء ليقيمَ هذا المجتمع حتى لا تُثار فيه الشهوات والغرائز، ويُحفَظَ فيه العرض "عِرْضكِ أنت بداية"، ثم عِرْض كل مَن دخل في هذا الدين الحنيف؛ لذا حرَّم الإسلام التبرُّج، حرَّم الزينة "إلا للزوج"، حرَّم المصافحة "إلا للمحارم"، حرَّم النظرة "إلا الشرعية"، ومقابل ذلك فرض الحجاب على كلِّ مسلمة.
أختاه، أعلم أنكِ لا ترفضين الحجاب، لكن !!... شيء ما يقف ضدَّكِ!
أختاه، يا مَن تُرِيدين التوبة والأوْبة والعودة إلى الله - تعالى - تأمَّلي معي هذه القصة التي يرويها أحد المشايخ قائلاً: خرجتِ الأختُ "هدى" من بيتِها، وليس لها همٌّ سوى أن يجعلها الله سببًا لهداية مَن حولها، وفجأة وجدت فتاة تلبس "الإسترتش"، فأشفقت عليها من النار، فتقدَّمت وقالت لها بكل عطف ورحمة: "إنني استأذنُكِ أن تأتي معي إلى الجنة"، فتعجَّبت الفتاة وقالت: وأين هي الجنة؟! قالت: في بيت من بيوت الله، فاستجابت لها الفتاة ودخلت معها المسجد، فوجدت الكلَّ ينظر إليها نظرةً عجيبة، فأشفقت عليها "هدى" وأسرعت إلى خارج المسجد واشترت لها حجابًا، وقالت لها: البسي هذا الحجاب حتى لا ينظر إليك أحدٌ، وبعد المحاضرة انزعيه إن شئتِ.. فقامت الفتاة وارتدت الحجاب لأوَّل مرة، بل وأزالت المساحيق من على وجهها، وتوضَّأت لأول مرة، وصلَّتِ المغرب واستمعت إلى الدرس - وكان عن وصف الجنة والنار - ثم صلَّت العشاء، ولما حان وقت الانصراف قالت لها "هدى": الآن تستطيعين أن تنزعي الحجاب إن شئتِ.
فقالت لها الفتاة: والله، لقد ذقتُ حلاوة الإيمان، فلن أخلع الحجاب أبدًا، ولن أترك الصلاة، بل سأكون داعية إلى الله، وسأجعل حياتي وقفًا لله - عز وجل.
وما هي إلا لحظات حتى خرجت من المسجد فصدمتْها سيارة فماتت، وسالت الدماء الشريفة التي تحرَّكت لدين الله واحترقت شوقًا للقاء الله، فرزقها الله حسن الخاتمة بعد أن كانت منذ ساعة واحدة ممَّن قال فيهن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((صنفانِ من أهل النار لم أرَهما))، وذكر منهما: ((ونساء كاسيات عاريات، مُمِيلات مائلات، رؤوسهن كأسنمة البُخْت المائلة، لا يدخلنَ الجنة ولا يجدن ريحها))؛ رواه مسلم.
أختاه، إنها أيام معدودة، وسريعًا ما تَمُر.
أختاه، يا بنتَ الإسلام، يا من أمُّكِ هي: خديجة، وعائشة، وأسماء، وصفيَّة… اعلمي أن أعداء الدين يحاربون الحجاب، ويعملون المستحيل لئلاَّ تلبسيه، ويحاربون الدين من جهتك، فهل تَرْضَين.. بالله عليك.. هل تَرْضَين أن يُهدَم الدين من قِبَلك؟!
أختاه، إن الحجاب مرضاة للربِّ - سبحانه.
أختاه، إن الحجاب قائدُكِ إلى الجنة.
أختاه، إن الحجاب يجلب إليكِ التقوى.
أختاه، إن الحجاب طهارةٌ لقلبِك.
أختاه، إن الحجاب يجلب إليكِ الحياء.
أختاه، إن الحجاب دعوة للستر.
أختاه، إن الحجاب يقود لكِ حسن الخاتمة "تأملي قصة الأخت هدى مع تلك الفتاة".
أختاه، إن الحجاب وقايةٌ من عذاب الله.
أختاه، إن الحجاب رمزُ عفَّتكِ.
أختاه، لا تقولي: إنني صغيرة، وسوف أتحجب عندما أكبر!
لا تقولي: سوف أتحجب بعدما أتزوج!
أختاه، أَعْلِنيها الآن توبة صادقة إلى الله، والبسي حجابك قبل فوات أوانك