عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: أن رسول الله ذكر الدنيا؛ فقال: «إن الدنيا خضرة حلوة؛ فاتقوها، واتقوا النساء. ثم ذكر نسوة ثلاثًا من بني إسرائيل: امرأتين طويلتين تعرفان، و امرأة قصيرة لا تعرف، فاتخذت رجلين من خشب، و صاغت خاتمًا، فحشته من أطيب الطيب، المسك، وجعلت له غلقًا؛ فإذا مرت بالملأ أو بالمجلس؛ قالت به، ففتحته، ففاح ريحه».
توثيق الحديث:
أخرجه أحمد (3 /46) بإسناد صحيح على شرط مسلم.
وأصله في «صحيح مسلم» (2252) بأخصر من هذا.
وانظر (ي) –تفضلًا- «السلسلة الصحيحة» (486 و591 و911).
غريب الحديث:-
صاغت: اتخذت.
الغَلَق: ما يغلق به الباب ونحوه.
الملأ: علية القوم وخاصتهم.
فاح ريحه: انتشرت رائحته فجأة.
الشرح الإجمالي:
أول فتنة وقعت في بني إسرائيل كانت مٍنْ قِبَل النساء؛ فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: أن رسول الله ؛ قال: «إن الدنيا خضرة حلوة، وإن الله مستخلفكم فيها، فناظر كيف تعملون؟ فاتقوا الدنيا واتقوا النساء؛ فإن أول فتنة بني إسرائيل النساء» " مسلم (2742) "
فماذا كانت تفعل نساء بني إسرائيل حتى أصحبت فتنة للرجال؟!
كانت نساء بني إسرائيل تتفنن في إغراء الرجال وإغوائهم ... ومن وسائل ذلك: ما قصه علينا رسول الله في هذا الحديث الجليل.
وقد ورد عن السلف الصالح عدة آثار في هذا الباب تبين أن نساء بني إسرائيل اتخذن (الكعب العالي!) لينظر إليهن الرجال، وتدق بحوافره على أبواب قلوبهم.
عن عائشة رضي الله عنها: «كن نساء بني إسرائيل يتخذن أرجلًا من خشب، يتشرفن للرجال في المسجد، فحرّم الله عليهن المساجد، وسلط عليهن الحيضة» (المراد بتسليط الحيض على نساء بني إسرائيل زيادته، وليس ابتداؤه؛ فإن جميع بنات حواء يحضن، وهو شيء كتبه الله عليهن!)
وعن عبد الله بن مسعود: «كان الرجال والنساء من بني إسرائيل يصلون جميعًا، فكانت المرأة إذا كان لها خليل تلبس القالبين تطول بهما لخليلها، فألقى الله عليهن الحيض».
إن صوت هذا الحذاء يسبقه .. فتتجه الآذان نحو صاحبته .. والأذن تعشق قبل العين أحيانًا .. فإذا ظهرت من تلبسه وهي تتأرجح يمنة ويسرة؛ كالبهلوان، أو عارضات الأزياء .. فتستشرفها الأعين .. وتهفو إليها القلوب المريضة .. وتبلغ قلوب الرجال الحناجر .. إن كنت (ي) في ريب مما أقول، فاقرأ(ي) ما كتبه الرجال عن ذلك، وما قالوه في ذلك:
قال عبد الرحمن واصل في كتابه «مشكلات الشباب الجنسية والعاطفية»: «كنت في مصلحة حكومية أنجز مطالبي؛ فسمعت أحد الموظفين يقول موجهًا الحديث إلى زملائه: إنني أعرف فلانة عندما تنزل السلم! فسأله زملاؤه: كيف؟ قال: أعرفها بحذائها؛ فإن له نغمات خاصة أميزها به وأميزه بها!!».
واسمع ما يقول المُغَنّي المعروف عند أهل الغناء (محمد عبد الوهاب) فقد سأله أحدهم: ما الذي يلفت نظرك في المرأة؟
قال: كعبها العالي .. إني أراها مغرية! وفي قمة الجمال حين تمشي به!!.
هل فهمت(ي) –الآن- لماذا قص علينا رسول الله هذا الحديث؟ ولماذا نبهنا سلفنا الصالح –رضي الله عنهم- عن موضوعه؟!.
إنه تحذير من وجود جيل نسائي يتخذ من (الموضة) دنيًا، ومن (مصممي الأزياء) أربابًا، ويتتبع سنن بني إسرائيل شبرًا بشبر!!.
قال الأديب علي الطنطاوي في كتابه «مع الناس» (ص 25): «والنساء يتخذن هذه الأحذية الفظيعة ذات الكعوب العالية، مع أن المشي بها أصعب من المشي على الحبل، ومن لم يصدق من الرجال؛ فليمش مئة خطوة على رؤوس قدميه، وهي فوق ذلك تصلب عضلات الساق، وتشوه جمالها وما للبسها معنى، وليس فيها جمال، ولكن هكذا يريد الناس ».
ثم روى حادثة ظريفة عن امرأة استعبدتها هذه الموضة وقيدتها الأزياء الغربية الغريبة، فقال: «ورأيت امرأة واقفة في (الترام)، والمقاعد خالية، وكلما دعوها لتجلس أبت، ثم تبين لي أنها تلبس إزارًا (خراطة)؛ أي : (تـنورة)، ضيقة ضيقًا عجيبًا، لا تستطيع معه المشي إلا كمشي المقيد بالحديد.
ولا تستطيع صعود (الترام) إلا بكشف رجليها وإخراجهما منها، فلذلك لا تستطيع القعود، تتساءلون لماذا تعذب نفسها هذا العذاب؟ من أجل الناس!» اهـ
مضار الكعب العالي:
للكعب العالي أضرار كثيرة أجملتها الدكتورة نازك الملائكة في كتابها «مآخذ اجتماعية على حياة المرأة العربية» (ص 29)، وبالغت في حصرها نصحًا لبنات جنسها من النساء، وأخواتها من المسلمات؛ فهي امرأة مجربة فكلامها له وقع كبير، وقديمًا قيل: (سل مجرب، ولا تسأل طبيب!).
تقول نازك الملائكة: «أما الأضرار المادية والروحية التي يفرضها الكعب العالي على المرأة فهي كثيرة، سنحصيها وندرس صلتها بوضع المرأة الفكري العام:
الأضرار الصحية:
وأبسط وجوه الضرر التي ينزلها الكعب العالي هو الوجه الصحي، فإن الله قد خلق القدم مسطحة لحكمة عظيمة، تـنسجم بها القدم مع الجسم، فيساعده ذلك على الحركة والحياة والنمو، وما أظن أي إنسان متعلم يقوى على مناقشة هذا، فالصحة تـتطلب أن نلبس الكعب الواطئ، والمشية الطبيعية التي تساعد الجسم على الرشاقة والجمال؛ هي مشية تـنبسط فيها القدم، ويرجع الصدر إلى وراء، وكل امرأة سليمة لم تـشوه الأباطيل ذهنها تعترف بأن السير بهذه الكعـب عسير مزعج.
وأعجب العجب، أن هناك نساء تـبلغ بهن عبودية الذهن أنهن يزعمن: أن الكعب العالي أسهل في المشي عليهن من الكعب الواطئ، وهـن يناقشن في ذلك متحمسات فما مدلول هذا؟ مدلوله الواضح أن طول ما ألفن هذا القيد قد أمات إحساسهن الطبيعي، وجعلهن يدافعن عنه كما تدافع المرأة الصينية القديمة عن الأربطة الضيقة الجارحة التي يربطون بها قدمها لتبقى صغيرة، فيصبح الأسر عادة، ولعل ذلك يشبه موقف ذلك العبد الذي تعلم أن يضربه سيده حتى إذا كف يومًا عن ضربه استاء وضاق وشعر أنه ناقص، فالدفاع عن الكعب العالي من هذا الصنف!.
وأبسط وسيلة لإثبات هذا: أن نسأل رجلًا أن يلبس الكعب العالي، ويسير نصف ساعة، وسيرى معنى ما نقول، فإن السير بالكعب يكاد يكون مستحيلًا، وأنا شخصيًا لم أستطع حتى اليوم أن أحتمله، والمرات القليلة التي أرغمت فيها على لبسه كانت أتعس أوقات عمري، وقد شعرت خلالها بازدراء فكري لنفسي، وحنق غاضب على الذين وضعوا للمرأة هذه العبودية المرهقة، وبقيت أتساءل عن السبب الذي يوجب على المرأة هذا العذاب، فلم أهتد مطلقًا؛ اللهم إلا أن الإنسان الشرير الذي ابتدع هذا الكعب قد ارتجله ارتجالًا، دون أية فائدة اجتماعية للمرأة، وقد أرادوا بذلك أن يفرضوا علينا بطء الحركة وقلة الحياة.
أضراره الجمالية:
ويتبع السبب الصحي في الكعب العالي سبب جمالي فني، يتطلبه الذوق الإنساني السليم؛ لأن الكعب العالي يضفي التصنع والتكلف على مشية المرأة، فتموت الروح الإنسانية الحرة التي خلقت؛ لتكون كريمة منطلقة، تفرض ذاتها على كل شيء، إنما سعادة الروح والعقل في أن يكون الجسم حرًا مرتاحًا غير ذليل، والكعب العالي يقتـل الروح ويذلها؛ لأنه يفرض علينا أن ندوس طبيعة أجسامنا دون سبب وجيه، فلماذا ينبغي أن تـتـصنع المرأة في مشيتها؟
قالوا: إن ذلك مقياس الجمال، ولذلك جعلوه النمط، ولكن من وضع هذا المقياس للجمال؟
أما الطبيعة؛ فإن مقياس الجمال عندها هو انسجام أوضاع الجسم وحركاته مع وظائفه التي يؤديها، فالحركة الحرة المنطلقة التي لا تـتعب الجسم وإنما تـنسجم مع بنائه هي الحركة الجميلة دائمًا، إن الجمال هو انسجام أجسامنا مع الحركات التي نؤديها، فإذا أردنا إطلاق أعلى قابلياتـنا الفكرية والروحية؛ فإن علينا أن نقوم بالحركات الطبيعية التي تلائم أجسامنا، فبذلك تـنمو وتزدهر روحنا ونملك الحرية والجمال.
والكعوب العالية تـقـتـل الحركة الطبيعية قتلا، وتذل الجسم؛ لأنها تفرض عليه حركات مصطنعة، وإذا شعر الجسم بأنه ذليل، ذلت روح الإنسان ونكست رأسها وخنعت، ولعله لا يخفى أن التصنع بالمعنى الفلسفي إذلال للجسم والعقل، وإنما الكرامة الفكرية في أن نكون طبيعيـين، نؤدي أعمالنا ونحن أحرار في حركاتـنا، نغدو ونروح في خفة ورشاقة وحرارة»أ.هـ.
وأزيدكِ أختي المسلمة بيتًا من الشعر: (الكعب العالي يذهب بعقول النساء!!).
فقد استمر تحذير العلماء من مساوئ الكعوب العالية؛ حيث حذر عالم سويدي من أن ارتداء الأحذية ذات الكعب العالي يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بالجنون، بل إنه ذهب إلى الربط بين ارتداء الكعب العالي وارتفاع معدلات الإصابة بالشيزوفرينيا (الفصام العقلي!) بين النساء، وإن تأخرت الإصابة فله أضرار على العقل، والذكاء، وسرعة الاستيعاب.
ويقول يارل فلينزمارك: إن ارتداء الكعب العالي يصيب المرأة بتوتر شديد في قدمها على نحو يجعلها لا تسير بطريقة صحية، وهذا قد يؤدي إلى منع المستقبلات العصبية في عضلات القدم من إطلاق الدوبامين وهو مركب مهم للغاية لسلامة العقل.
وكتب فلينزمارك في دراسة حديثة في دورية (هيوبوثيسيس) العلمية الطبية: أن نظريته تفسر سبب ارتفاع معدلات الإصابة بالشيزوفرينيا بين النساء في الدول الغربية التي يكثر فيها ارتداء النساء للكعب العالي.
فتاوى العلماء في ليس الحذاء ذي الكعب العالي:
قال الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله- في «مجموع فتاويه»: «أقل أحواله الكراهة ؛ لأن فيه أولًا تلبيسًا حيث تبدو المرأة طويلة وهي ليست كذلك ، وثانيا فيه خطر على المرأة من السقوط ، وثالثًا ضار صحيًا كما قرر ذلك الأطباء».
قال الشيخ الألباني رحمه الله في (شريط: 1) من «سلسلة الهدى والنور» حينما سئل عن حكم لبس الحذاء ذي الكعب العالي:
«لا يجوز التشبه بالكافرات أو الفاسقات، وأصل هذا من اليهوديات كنّ قديمًا قبل الإسلام إذا أرادت الواحدة منهنّ أن تحضر المجتمع الذي فيه عشيقها؛ فلكي يراها كانت تلبس نوع من القبقاب العالي، فتصبح طويلة كي تُرى ثم بعد زمن تحول هذا إلى النعل ذي الكعب العالي، ثم هذا النعل يجعل المرأة تتغير مشيتها تميل يمينًا ويسارًا.
ومن أجل ذلك اخترع الكفار الفساق هذا النوع من النعال.
فلا ينبغي للمرأة المسلمة الملتزمة أن تلبس نعلًا ذي كعب عالي ولا سيما في كثير من الأحيان يكون سببًا في إيذائها وسقوطها على أم رأسها إذا ما تعثرت في الطريق لأدنى سبب» اهـ.
وسئل في شريط (190): هل تأثم المرأة بلبس الحذاء الذي يخرج صوتًا عند المشي؟
فأجاب: وكيف لا!، إن الأحذية ذات الكعاب المحدَّدة بالحديد-أو ما يشبهه مِن المعادن-التي لها صدًى في أثناء المشي؛ هذا تطبيق أو تحقيق لنصٍّ قرآني بأسلوبٍ آخر!
قال تَعالى: ﴿ولا يَضْرِبنَ بِأَرْجُلِهِنَّ ليُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ﴾ [النور: 31].
أصبح -اليوم- هذا النَّصُّ القرآنيُّ يخالف ليس بطريقة الخلاخل المَخْفيَّة، وهي خلاخل تعرفونها: (أساور الساقين)، هذه الآية تُطبَّق-اليوم-ليس في طريقة الخلاخل والضَّرب بالأرجل من النِّساء لتسميع صوت الخلاخل؛ وإنَّما ضرب الأرجل لتسميع ضرب النِّعال!.
وهذه النِّعال ذات الكِعاب العالية والمحدَّدة-كما قلنا-، نحن نعلم أنَّ الحديد لبعضِ الحيوانات!! لكن: تطوَّر الأمرُ، وترقَّت المَدَنيَّة الأوروبيَّة الفاجرة؛ فوضعوا الحديد لمن يسمُّونهم بـ(الجنس اللَّطيف)!! والحديد إنما يكون للدَّواب التي تحمل الأثقال!!.
فهذا-الخلاصة-لا يجوز، وعلى المرأة أن تخفض نظرها، وأن تكون مشيتها فيها مشيةً فيها الخفض والخفت والأناة.
وسبحان الله!
بَعُدنا جدًّا جدًّا عن الآداب الإسلامية، ونحن نزعم أن نحقق المجتمع الإسلامي!
يا جماعة! إذا ما حقَّقنا المجتمع الإسلامي في بيوتنا، في حاراتِنا، في قرانا؛ ما راح نستطيع نحققها في مدننا، وفي عواصمنا، وفي دولنا» اهـ.
وقال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- في فتاوى «نور على الدرب»: «الكعب العالي لبسه من التبرج بلا شك؛ لأنه يرفع المرأة، وهو مضرٌ لعقب الرجل؛ لأنه يرفعه عن مستواه الطبيعي؛ فهو مذموم شرعًا وطبًا، ولهذا نهى عنه كثير من الأطباء من ناحية طبية فضلًا عن كونه مذمومًا من الناحية الشرعية؛ لأنه من التبرج، فإن كان له صوت كان أقبح وأقبح، وعلى المرأة أن تلبس النعل المعتاد الخاص بالنساء».
وقال الشيخ صالح الفوزان في «زينة المرأة المسلمة» (ص 108-110): «فالذي ظهر لي-والله أعلم-أن هذه الأحذية لا ينبغي لبسها لما يأتي:
1-أن في لبسها تشبهًا بنساء الغرب؛ لأن هذا الحذاء لم يكن معروفًا عند نساء المسلمين على زمن قريب، وإنما دخل عليهن من طريق بيوت الأزياء وأدوات التجميل التي يقف من ورائها مخربو العالم ومفسدو العقيدة والأخلاق.
2-أن لبسها من باب الزور والنفاق، والرسول ﷺ-يقول: «المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور».
وعلى هذا؛ فالحديث دليل على نهي هذه الكعوب العالية؛ لأن من النساء من تلبسها بقصد إظهار طول قامتها؛ لأنها قصيرة! وهذا زور وتشبع بما لم تعط.
3-في لبس هذا الحذاء نوع تكبر وعجب، وكأن هذه المرأة تحاول الارتفاع عن الأرض، والاختيال في مشيتها؛ لأنها معجبة بذاتها! وهذه أمور مذمومة شرعًا، وفي الكبر وعيد شديد. فقد روى ابن مسعود-رضي الله عنه-عن النبي ﷺ قال: «لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر»، فقال رجل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنًا ونعله حسنة، قال ﷺ: «إن الله جميل يحب الجمال، الكبر: بطر الحق وغمط الناس».
4-أن في لبسها ضررًا على الجسم ولاسيما القدم والساق؛ فيؤدي على تصلب عضلات الساقين مع طول الزمن؛ والله تعالى خلق القدم مسطحة لتناس الجسم فتساعده على الحركة وعلى المشي بسهولة.
وقد ذكر الأطباء أن فيه ضررًا على الأرحام بسبب عدم اعتدال الجسم أثناء المشي.
5-أن في هذا مظهر الضعف والإعجاب بالقوى الكافرة والحضارة الزائفة دون تمييز بين خيره وشره، وحلوه ومره، ولاشك أن إصرار المرأة على لبس هذا النوع الدخيل من الأحذية رضًا بما تمليه كافرات الغرب اللاتي عميت بصائرهن-لفقد العقيدة الصحيحة-وصرن ألعوبة بأيدي مصممي الأزياء، فأصبحن فاقدات التفكير والإدراك، خاضعات لكل جديد، كالدمية التي تحرك بالخيط هنا وهناك.
6-أن في لبسها عدم رضًا بخلق الله تعالى الذي خلقنا في أحسن تقويم، ومن حكمة الله تعالى أن جعل الرجل أطول من المرأة؛ لأن المرأة تأوي إلى ظل الرجل وتطلب حمايته لها، وهي بحاجة على ذلك.
وقصارى القول أن لبس هذه الكعوب لا جمال فيه، ولا نفع من ورائه، بل فيه ضرر ظاهر، وانتقاص لعقل المرأة، وتقييد لنشاطها وانطلاقها وحيويتها. والصحة تطلب منها أن تلبس النعل المعتاد، وتمشي مشية تساعد الجسم على الحركة والعمل، وهي المشية التي تكون فيها النعل منبسطة، وكل امرأة سليمة التفكير لم يعش بصرها بريق الحضارة المعاصرة ولم تشوه الأباطيل ذهنها، تعرف ذلك وتقر بأن السير بهذه الكعوب-وإن فعلته-عسير ومزعج وخلاف ما فطرنا الله تعالى عليه» اهـ.