اللعب بحرية حق من حقوق الطفل وفرصة لا تعوض للتعلم بطريقة سهلة وممتعة، وطريقة فعالة لتبادل المشاعر فكلما كان اقترابك من طفلك أكبر كلما زادت ثقته بنفسه وقويت شخصيته أكثر. من خلال لعبك معه سيكتشف قدراته ومواهبه فتزيد معرفته بنفسه وثقته بها. من خلال لعبك معه سيتعلم كيف ينجح لأنه يحاول أمامك وأنت تشجعه وتدعم محاولاته ولو كانت محاولات فاشلة. معك ابنك سيتعلم كيف يحاول وكيف لا يصاب بالإحباط، معك ابنك سيتعلم كيف ينجح ويتخطى الفشل.
إذن هذه فرصتك كأب لمعرفة قدرات طفلك ومهاراته التي يتمتع بها واستثمارها، أيضا معرفة ردود أفعاله إزاء المواقف الحياتية المختلفة وتصويبها. هي فرصة لتعرف نقاط ضعفه وتحاول تحسينها ونقاط قوته فتستثمرها، عن طريق تمرير بعض الرسائل الإيجابية له، وزرع بعض الصفات الحميدة والأخلاق الكريمة فيه. هو طريقك المختصر إلى قلب ابنك، به ستقترب من طفلك أكثر وتعرف ما يحب ويكره، وتعرف بما يفكر وما هي اهتماماته وما هي انشغالاته.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] للآباء الذين يحرمون أبناءهم من اللعب ويمنعونهم من ممارسته حرصا على مصلحتهم وخوفا على مستقبلهم وللذين ينظرون للعب على أساس أنه مضيعة للوقت لهؤلاء أقول، احرصوا على توفير فرص اللعب لأبنائكم وممارسته ولا تحرموهم منها سواءا داخل البيت أو خارجه، لأنه أداة فاعلة وحاجة أساسية ملحة لنمو أفضل لأبنائنا وتربة خصبة لا يمكن الاستغناء عنها في نمو علاقات دائمة من الثقة والحب والرقة والحنان والرحمة. أيضا احرصوا على توفير فرص اللعب الجماعي لأولادكم، فمع مرور الوقت وهبوب رياح التطور في مجتمعاتنا بدأت الألعاب الجماعية تقل، وأصبحت تنافسها الألعاب الفردية القائمة على التفاعل المادي التي أدت إلى ازدياد أوقات الوحدة لدى الطفل.
تذكر أن لعب الأب الرجل مع الطفل جانب تكميلي، فغالبا تقول الأم للطفل احذر أن تسقط لكن الأب يشجعه ويقول "حاول فأنت أقوى". كذلك إذا طلب منك طفلك اللعب معه فحاول أن تلبي له طلبه، واحذر أن تعتقد بأن ذلك سيحط من قدرك ويقلل من احترامك كأب. أخيرا أضيف أن مشاركة الطفل لا تعني مراقبته والحد من حركته وإنما المساهمة فيما يقوم به مع ترك مساحة له للتعبير عن نفسه من خلال لعبه، فأوقاتا ممتعة في اللعب مع أبنائكم.