الطفل
أهمية اللعب في مجال الإبداع :
يعتبر اللعب الإيهامي (لعب التوهم) شكلاً شائعاً في الطفولة المبكرة، فيه يتعامل الأطفال من خلال اللغة أو السلوك الصريح مع المواد أو المواقف كما لو أنها تحمل خصائص أكثر مما تتصف به في الواقع، ويحقق الأطفال من هذا اللعب أشياء كثيرة منها تنمية قدرته على تجاوز حدود الواقعية والذهاب إلى ما وراء القيود التي يفرضها الواقع وتنمية قدرته على تحقيق رغباته بطريقة تعويضية ، والقدرة على....
تخليص نفسه من الضيق والسخط والغضب , وقد لخص الأستاذ أبوالقاسم محمد اقزيط عضو هيئة التدريس بجامعة 7 أكتوبر, في بحثه على دور اللعب في حياة الأطفال وأكد أن للعب الإيهامي يساعد الأطفال على تطوير المجال العقلي وإدراك علاقات جديدة عن طريق إدراك العلاقات البيئية التي يكتشفها الطفل في الفعل ورد الفعل، ويتمكن الطفل أيضاً من اختيار عالمه المهني الذي يتفق مع إمكاناته ، كما يساعد الطفل على تشكيل العالم الذي يريده والدور الذي يختاره والرغبة التي يتمناها.
كما تشكل الألعاب التركيبية منهاجاً تعليمياً تكسب الأطفال نماءات متعددة ، تتمثل في التخيل والتصور والتفكير والإبداع والتذكر والإرادة وزيادة إدراكهم لمفاهيم الأشياء وطبيعة المواد ، مما يساعدهم على حل المسائل الحياتية وعلى التفكير المبدع .
اللعب والقدرات العقلية :
يختلف الأطفال كأفراد في أي سن في الكفاية والسرعة التي يتمكنون بها من إنجاز أعمال معقدة، وخصوصاً ما كان منها متضمناً استعمال اللغة أو الرموز، وكلما كان تقدير الأطفال مرتفعاً في حل المشكلات المعقدة والألغاز بكافة أنواعها ، وكلما ارتفعت درجتهم على اختيار الذكاء المكون من هذه العناصر. ومن الدراسات الكلاسيكية في هذا الموضوع دراسة ترمان عن الأطفال المبدعين والتي استغرقت أمداً طويلاً والذي أجري في العشرينات في ولاية كاليفورنيا على أطفال تتراوح نسبة ذكائهم بين 140-200 وظلت هذه المجموعة المنتقاة تحت المتابعة بعد أن ناهز أفرادها أواخر العقد الخامس من عمرهم وكان البحث يتضمن تحصيلهم العقلي وصحتهم البدنية وتاريخهم المبكر ، وخلفيات الأسرة والشخصية ، بالإضافة إلى مسح لاهتماماتهم باللعب ، وأنواع الألعاب التي كانوا يلعبونها أو يعرفون عنها شيئاً .
وكان هذا المسح يتم أساساً بواسطة استبانات وقوائم اختبارات وكانت تقارن نتائجهم فيها مع ما يؤخذ من نتائج مجموعة مختلفة تشتمل على أطفال في نفس عمرهم يتراوح ذكائهم من مستوى الأطفال الأغبياء إلى مستوى الأطفال الأذكياء اللامعين ، وإن كانت الأغلبية من متوسطي الذكاء.
وقد وجدت عدة فروق بين لعب الأطفال الموهوبين ولعب أقرانهم في السن، فقد كانت ميول الأطفال الموهوبين للعب كما هو متوقع مشتملة على أوجه نشاط عقلية أكبر كثيراً إذا ما قورنت بالأنشطة البدنية، وبالتالي كان ميلهم أقل إلى الألعاب الصاخبة وكان تفضيلهم أكثر قليلاً للأنشطة الهادئة، وكان لعبهم أكثر شبهاً بلعب الأطفال الأكبر منهم سناً كما يفضلون أن يكون أقرانهم في اللعب أكبر منهم قليلاً ، وأظهروا تفصيلاً أقل وضوحاً بالقياس إلى أقرانهم الأقل موهبة عند اختيار شريكهم في اللعب وكذلك كانوا أقل تفصيلاً لألعاب التنافس .
وكان الأطفال الموهوبين يقضون شطراً أكبر من الوقت في اللعب مع غيرهم من الأطفال ولكنهم كانوا يلعبون منفردين أكثر قليلاً مما يفعل أطفال المجموعة الضابطة كما كان من الشائع بين الأطفال الموهوبين فيما بين سن الثانية والخامسة،أن يختاروا رفاق متخيلين للعب معهم، ويعيشون في خيالياً في بلاد بعيدة وكانت بنيتهم وصحتهم الجسمية والعقلية واستقرارهم وتوافقهم الاجتماعي فوق المتوسط شكل ملحوظ وقد أوردت دراسات أخرى نتائج مماثلة عن الأطفال الأذكياء يلعبون أكثر من الأطفال المتخلفين عقلياً بما مقداره خمسون دقيقة يومياً. كما ينفقون حوالي الساعة أكثر من غيرهم في الترويح العقلي أي القراءة الحرة.
الطفل
وفي بعض الحالات قد يواجه بعض الأطفال فائقي الذكاء الذين ليس لهم أقران في نفس عمرهم العقلي صعوبات ذات طابع اجتماعي في اللعب ، فهناك تقرير عن أحد الأولاد كانت نسبة ذكائه 187 وهي درجة عالية جداً . ومع ذلك لم يكن محبوباً من أقرانه في السن لأنه كان يصر على جعل الألعاب شديدة التعقيد، ولكن الأطفال الأكبر سناً لم يكونوا ليتقبلونه أيضاً لأنهم يعتبرونه أصغر من أن يشاركهم في اللعب ومع ذلك فقد وجد ترمان في عينة بحث أن الأطفال الموهوبين كانوا محبوبين من أقرانهم في السن كأطفال المجموعة الضابطة تماماً. وعلى أي حال فإن لعب الأطفال الأذكياء يتميز بأنه أكثر تنوعاً ويكون أكثر تحليلاً ونضجاً. ولم يكن الأطفال الأذكياء أقل نشاطاً بل الأحرى أكثر نشاطاً في اللعب وفي الأنشطة التي تقع خارج نطاق المنهج المدرس من أقرانهم الذين هم أقرب إلى المستوى المتوسط