السؤال: هل يجوز للمرأة الحائض أن تقرأ القرآن؟
الإجابة: ذهب بعض العلماء إلى تحريم قراءة القرآن للمرأة الحائض، واستدلوا على ذلك بدليلين:
- الأول: حديث ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لا يقرأ الجنب ولا الحائض شيئاً من القرآن" (رواه أبو داود والترمذي).
- والثاني: القياس على الجنب، فإن الجنب ممنوع من قراءة القرآن، لحديث علي رضي الله عنه قال: "كان النبي صلى الله عليه وسلم يُقرئنا القرآن ما لم يكن جنباً" (رواه الخمسة وصححه ابن خزيمة وابن حبان)، فإذا منع الجنب من قراءة القرآن فتقاس عليه الحائض بجامع أن كلاً منهما به حدث أكبر.
والصحيح هو جواز قراءة القرآن للمرأة الحائض بشرط ألا تمس المصحف، فتقرأه من حفظها أو من وراء حائل، لعدم ما يمنع من ذلك، وأما حديث ابن عمر فهو ضعيف، فإنه من رواية إسماعيل بن عياش عن موسى بن عقبة، ورواية إسماعيل عن الحجازيين ضعيفة وهذه منها.
وأما القياس فإنه قياس مع الفارق؛ فإن الجنب يستطيع أن يرفع حكم الجنابة عن نفسه بالاغتسال بخلاف الحائض، وكذلك فإن فترة الجنابة قصيرة بخلاف الحيض فإنها تطول، وربما تضررت المرأة بترك قراءة القرآن طيلة فترة الحيض فنسيت حفظها، والله أعلم.
يوسف بن عبد الله الشبيلي